أصواتنا تكشف دواخلنا

[admin]

يعطي تحليل خصائص الصوت والكلام مؤشراً للصحة العقلية لشخص ما، كما يظهر أسلوبنا في الحديث الكثير عن حقيقتنا الداخلية، وكذلك فإن معدل الصوت أو نبرته أو ارتفاعه وطبيعته أو حدته يعمل كمقياس دقيق نحدد من خلاله الحالة المزاجية لأي شخص وبالتالي التعرف على سماته الشخصية، وأنت تجد ذلك عندما تجيب على الهاتف، إذ تستطيع (سريعاً) أن تعرف الحالة المزاجية لصاحب الصوت الذي يتحدث إليك. ومثلما يتمكن الطبيب من خلال نقطة دم واحدة أن يحلل ما بداخلك.، يمكن لطبقة واحدة من صوت الإنسان أن تكشف ما يدور بداخله نفسياً. فالصوت مقياس حساس لما نشعر به تجاه أنفسنا وتجاه العالم من حولنا، فما نفكر فيه ونشعر به يخرج من خلال طبقات الصوت التي نصدرها والكلمات التي نختارها والمفردات التي ننتقيها. إن الصوت موصل جيد ينقل أفكارنا ومشاعرنا الداخلية، ولأنه يرتبط بأماكن في المخ وكذلك بالمشاعر فمن الصعب إخفاء التغيرات الصوتية عندما تحدث بعض التغيرات العاطفية، لأن هذين الشيئين مرتبطان جداً، ولا عجب في أن الأشخاص قد يبدو على صوتهم اليأس أو الغضب والحنق إذا لم يكونوا سعداء، أما إذا كانوا سعداء فصوتهم سيكون ذا نغمة إيقاعية ونابضاً بالحياة. وقد أشارت الدراسات إلى أن الصفات الشخصية لأي فرد والقدرة على فهم طبيعته يتحددان من نبرة صوته وأسلوب حديثه. فالأصوات الرنانة تدل على أن صاحبها شخص ذكي واجتماعي وناجح في عمله ويصلح أكثر للزواج، وصاحب الصوت الودود والجذاب والحازم يرغب في مساعدة الآخرين له. أما الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل في التحدث فهم يعـــــانون كذلك من مشكلة في تقبلهم اجتماعياً. وقد أجريت دراسات عديدة على تأثير الصوت وعلاقته بالمظهر الجمالي، وقد أشارت إحدى هذه الدراسات إلى أن الذين يتلعثمون ينظر إليهم نظرة سلبية بالمقارنة بأولئك الذين لا يعانون من ذلك. والشخص الذي يعاني من مشكلات غير طبيعية في الوجه، ولكن أسلوب حديثه وصوته رائع يكون أكثر جاذبية من شخص جميل المظهر ولكنه يعاني من مشكلة في صوته. ونبرة الصوت وطريقته السريعة في الحديث تدل على أن صاحبه متحفز وعصبي فقد أشارت الدراسات إلى أن أولئك الذين يتحدثون بصورة سريعة يشعرون بعدم الأمان ويعانون من التقليل من شأن ذواتهم، وهذا هو سبب تعجلهم في كل شيء، وهم يفعلون ذلك بصورة غير واعية، وربما يكون السبب في أعماق ذواتهم أنهم يعتقدون أن الآخــــرين لا يهتــــمون بما يقولونه. والتحدث بصورة سريعة من أكثر أساليب الحديث التي تسبب ضيقاً في التواصل مـــع الآخـرين، وكان 56% من الذين أجــــريت عليهم دراســــات لا يشعرون بالراحة مع أولئك الذين يتحدثون بصورة سريعة، لأنهم يجعلون الآخرين يشعرون بالقلق. وقد أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتحدثون بسرعة يحملون بداخلهم كماً أكبر من الغضب، بينما يدل الصوت المرتفع على شخصيات مغرورة ومتعجرفة وغير مدركه لما حولها اجتماعياً، تتعامل مع من حولها بشيء من الكراهية وقد أكدت الدراسات كذلك على أن أصحاب الصوت العالي مرتبطون بالغضب، فهم غاضبون يعبرون عن كراهيتهم الداخلية نحو الآخرين ونحو أنفسهم بنبرة الصوت العالية كما لو أنهم يخوضون حرباً. والأشخاص الهادئون يجذبون انتباه من حولهم عندما يطلبون منهم أن يرفعوا من أصواتهم، وهم يستمتعون بذلك داخلياً، ويستخدمونه كلعبة إثبات للقوة عندما يجبرون الآخرين على الاستماع إليهم. ويستخدم الصوت الرقيق بأسلوب استغلالي لجذب الانتباه، وقد اكتشف الباحثون أن أصحاب هذا الصوت يميلون إلى الحزن، فالشخص الذي يتحدث دائماً بصوت منخفض بداخله حزن داخلي عميق، ويشعر دائماً بالعجز، وغالباً ما يعاني من إحساس بعدم أهمية التحدث بصوت مسموع وبالتالي يستخدم الصوت الرقيق ليجبر الآخرين على الاستماع إليه.