هل تزوِّجين زوجك ؟

[admin]

أزواج ينتقلون من ملكية خاصة إلى أخرى بإرادة زوجاتهم

غزة / أمينة زيارة
زارت العيادات الطبية وسافرت عدد من البلدان، تارة زراعة أجنة في الرحم، وأخرى أطفال أنابيب، لكن محاولاتها باءت بالفشل، فكرت وأقرت .. "زوجة أخرى" تنجب له الأطفال وتسعده، وجدت الرفض القاطع من الزوج لكنها أصرت وذهبت لخطبة ابنة خالها التي توازيها جمالاً، وقد رفض خالها وزوجته هذا العمل، لكنها أقنعتهم بموقفها، "الرسالة" هنا طرقت الأبواب الموصدة وسألت النساء بصراحة: هل تزوجين زوجك؟

زوجي ملكي
"زوجي ملكي" بهذه الجملة بدأت ربة البيت"أم يوسف سلمان" حديثها حيث قالت: لا اقتنع بما يقمن به بعض السيدات اللواتي يزوجن أزواجهن لأخريات وحتى ولو لأي سبب كان، فالزوج ملك زوجته وأبنائه ولن يشاركهم فيه أحد، بينما استهجنت السيدة "أم علي حسين" غير مصدقة بأن هناك نساء يزوجن أزواجهن، مؤكدة زوجي لي وحدي كيف اذهب واختار له زوجة أخرى تشاركني بيتي وأسرتي، "هذا مستحيل"، مضيفة بعصبية تلك النساء لا يحبن أزواجهن لذا يردن أن يرتحن منهم باختيار امرأة أخرى لهم، فأية مشكلة استطيع أن أحلها معه ولكن بعيداً عن الزوجة الثانية.

أزوجه ليش لا
كان سؤالي لها مفاجئاً حيث علت ضحكتها متسائلة: هل بالفعل هناك نساء يستغنين عن أزواجهن بهذه السهولة لامرأة أخرى وبإرادتها، شي غير معقول؟!" واستدركت الأمر قائلة: إذا أصر زوجي على التعدد فبدلاً من أجده يدخل علي بزوجة أخرى أسارع أنا باختيار زوجة اقتنع بها أنا وأولادي بحيث لا تأخذه منا"، بينما "أم بدر علي" أكدت بقولها: إذا أراد أن اخطب له فأنا على استعداد وأن تكون أجمل الجميلات لكنه لن يقبل، مضيفة: عندما تحتد بيننا المشاكل فإنني اطرح عليه بأن اخطب له حتى أفاجأ به يضحك ويقول، "قاعد في وجهك ولن أتزوج غيرك".

تجربة زواج ناجحة
كم كان الوصول لامرأة زوجت زوجها بإرادتها صعباً للغاية ولكن وجدنا مرادنا في نهاية المطاف، حيث زارت "الرسالة" بيتهن ووجدت الحب والتآلف بينهن، حيث أكدت لنا الزوجة الأولى التي آثرت أن يُكتب اسمها "م.ر" قائلة: نظراً لأني لا أنجب وأتمنى لزوجي أن يكون سعيداً فأردت أن أسعده بزوجة أخرى تنجب له البنين والحمد لله اخترت هذه الإنسانة الطيبة الملتزمة ونعيش معاً في بيت دافئ يعمه الحب والعدل، وقد أنجبت خمسة أولاد وأربع بنات وينادوني "بماما الآن" حسب إصرار أمهم على ذلك وكانت تقول لهم منذ صغرهم "هي أمكم وليس أنا".

الزوج ملكية خاصة
ويقول الدكتور درداح الشاعر أستاذ التربية وعلم النفس بجامعة الأقصى: إن المجتمع تحكمه العادة وليست العبادة فإنه يتأثر بثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده وأعرافه أكثر من أوامر الدين، و نمطنا الثقافي يؤكد أن الزوج ملك للزوجة من الناحية النفسية والجسدية وبالتالي المرأة فرصتها أن تحصل على زوج وهذا ضمن طموحها ولكن ليس من السهل على المجتمع أو على النساء أنه بعد حصولها على الزوج تقوم بتقديمه لامرأة أخرى وتنازلها عنه بهذه السهولة، ويضيف: بعض النساء تستهجن وتستغرب ما تقوم به المرأة لأنها تعتقد بأن المرأة فرطت بأغلى ما تملك وهو الزوج الذي يعتبر ملكية خاصة لها وبالتالي لا يجب أن يشاركها فيه أي إنسان، مؤكداً منطق الاستحواذ هو المنطق المسيطر على عقل المرأة لأنهن لا يطبقن الآية التي تقول " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" فالاستحواذ وعدم الإيثار بهذا الشيء الثمين يجعل البيئة المحيطة تستهجن أن تفرط المرأة بأغلى ما تملك.

دوافع غريبة
ويشير إلى أن دوافع المرأة قد تبدو غريبة لبعض النساء مرجعاً إياها لعدة أسباب من أهمها: حب المرأة الشديد لزوجها وهذا قد يبدو غريباً من المرأة التي تحب زوجها كثيراً ولكن تجد من العدل والإنصاف والإيثار أن تقوم بتزويجه امرأة أخرى سارداً لنا قصة زوجة داعية خرجت للدعوة في دول الخليج وهناك تعرفت على شابة جميلة جداً فقالت في نفسها: هذا الفتاة الجميلة لا تصلح إلا لزوجي لأني أحبه" وبالتالي فإن الحب قد يدفع المرأة أن تؤثر هذه الفتاة على نفسها لأنها أرادت أن يكون زوجها بدرجة أفضل مما هو عليه وأن تبحث عن الأفضل له حتى وإن كان "مُر" لأن التضحية من مقتضيات الحب، وأضاف:" كذلك عدم الإنجاب يعتبر دافعاً لتزويج المرأة زوجها، فهي إن يئست من عدم الإنجاب فإنها تقوم باختيار زوجة أخرى له بإرادتها بحيث توفر له العيش الكريم والذرية الصالحة و تسعده باختيار زوجة لتنجب له وتعطيه ما عجزت هي عن إعطائه، ودافع المرض هو أهم الأسباب التي تدفع المرأة لتزويجه فهي حينما تعجز عن خدمته وإسعاده فإنها تقوم بجلب زوجة أخرى تدخل السرور إلى قلبه وهذا يعتبر من باب الإيثار وكرم المرأة على الرجل، أو لدوافع مالية فحين تشعر أنه ميسور الحال ولا يستطيع الإنفاق على العائلة فإنها تختار إنسانه ثرية أو صاحبة مهنة تساعده على الإنفاق، وأخيراً سوء سلوك الزوج بحيث تبحث له عن امرأة تتحمل أعبائه ونفسيته المضطربة وهذا خلاصاً جزئياً من معاناتها معه.

مكملة للعجز
ويرى د. الشاعر أن الصدمة التي تصيب المرأة عند زواج زوجها سواء بإرادتها أو عدم رضاها فهي سواء ولكن طالما كان هناك مبرر اقتنعت به المرأة تكون الصدمة أقل مما أن يختار هو زوجة تعتقد أنها ليست من مصلحتها الارتباط بها، وعن المواصفات التي على أساسها تختار المرأة "الزوجة الأخرى" أكد د. الشاعر تختار المرأة إنسانة تتمتع بصفات جميلة تكمل العجز الموجود لديها لذا فمن باب الإيثار والتضحية والعدل أن تختار زوجة تملك جاذبية لا تكون عند الزوجة الأولى وليس أقبح منها كما يعتقدن بعض النساء.

حالة فردية
وعن كيفية استقبال الأبناء لهذه الزوجة التي اختارتها أمهم فيعلق أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى إن كيفية إخبار الأبناء يعتمد على ثقافة الأم فإذا أوصلت مفهوم أنها تبحث عن إسعاد الأب باختيارها هذه الزوجة وأنها ستعمل على استقرار الأسرة وتوازنها لذا سيكون وجود المرأة ليست مشكلة في حد ذاته ولكن إذا ألبت أطفالها وأشعرتهم بأن أبيهم ارتبط بامرأة دون رضاها فلا يكون هناك قبول للمرأة الجديدة في الأسرة وتسود الاضطرابات والصراع العائلي، وتابع: من المؤكد أن اختيار المرأة للزوجة الأخرى وفق مقاسها فإنه يخفف عليها عبء المشاكل الأسرية ويعمل على التقليل منها ويختزلها، مؤكداً أن الزوجة الثانية تكون معول هدم للأسرة إذا لم تفهم الغرض الحقيقي من الزواج وسبب اختيارها فإنها ستتسبب في الخلافات العائلية وتكون مصدر للشقاء وليس السعادة، وعن وجود حالات تزويج نساء لأزواجهن يفيد د. الشاعر إنها ظاهرة موجودة ولكنها حالة فردية لأن هذا يحتاج أن يكون بين الزوجين درجة عالية من الثقة بالنفس والالتزام الديني والأخلاقي وحب المرأة لزوجها فهذه المعايير إذا توفرت في المرأة تستطيع أن يكون لديها قدرة على الإيثار والتضحية بالزوج.