انتحال الطلبة ..اطرح رأيك

[admin]

احذروا.. الانتحال نسخ ولصق أون لاين!

موقع يقدم خدمة الانتحال online
يجهد المعلمون أنفسهم في إيصال رسالة صغيرة إلى تلاميذهم مفادها "لا تضع اسمك على عمل غيرك"، إلا أن الطلبة لا يرون حرجا في النسخ السهل من الإنترنت واللصق اللذيذ إلى أوراقهم ونسبة العمل لأنفسهم فيما يعرف بـ online copy 'n' paste، والدهشة هي التعبير الذي ترسمه قسمات وجوههم عند وصف ذلك العمل بالسرقة أو الانتحال plagiarism إذا كان هذا الوصف يطرق مسامعهم لأول مرة، ومزيج السخرية والضجر هو القاسم المشترك لمن يسمع من الطلبة ذلك الوصف أكثر من مرة، فالمدرسة "تقرف!" كما توضح الصورة.
وكلما رفع مخزون مكتبة على الإنترنت، أصبح إغراء النقل أو الانتحال عن الإنترنت أقوى، والمادة المتاحة التي تغطي كافة المواضيع أغزر وكفى الله شر التعب والنصب والبحث والتدقيق، ولترتفع معزوفة copy 'n' paste، وتزداد أعباء المعلمين في مكافحة السرقة والانتحال الـ "أون لاين"، ويرتفع التحدي ويعلو معه صراخ المعلمين من السرقة مع الاعتراف والتبجح أو الانتحال مع ادعاء البراءة ولا عزاء للأمانة.
وبينما يهدّئ البعض من روع المعلمين عندما يقرر أن الذين يسرقون وينتحلون من الطلبة والباحثين مجرد "قلة"! إلا أن مسحا إحصائيا أجرته جامعة روتجرز شمل 4500 طالب من طلبة المدارس الثانوية، أكد أن ما يزيد على النصف منهم ينقلون عن الإنترنت، كما قرر المسح أن 20% من طلبة الكليات والمعاهد العليا قد اعترفوا بفعل الشيء نفسه؟!
وبالطبع لا عجب من انتشار الانتحال من على الإنترنت، طالما أن نقرات قليلة بالفأرة تغني عن سهر الطالب أو الباحث ليال طوال منكفئا على مكتبه، ناهيك عن بحثه عن المادة وتردده على المكتبات وصداع الاستعارة وتكلفة النسخ، هذا إذا قرر الطالب أو الباحث أن يجهد نفسه بعض الشيء في جمع ونسخ المادة وربطها ببعضها البعض، أما إذا أراد بحثا على طبق من ذهب فهناك ما يزيد عن 600 موقع على الإنترنت تقدم آلاف الأوراق البحثية الجاهزة نظير مبالغ تتراوح ما بين 60 إلى 100 دولار للبحث الواحد، وتصل هذه الأوراق إلى طالبها بالبريد الإلكتروني أو الفاكس.
والمثير أن هناك مواقع مثل " www.turnitin.com" تعرض حلولا للمعلمين والمشرفين على الأبحاث لكشف عملية الانتحال عن طريق خدمة، يقوم فيها المعلم برفع نص ما قدمه الطالب على الإنترنت؛ ليقوم الموقع بمضاهاة تلك المادة مع ما يوازي حوالي 1.5 مليار ورقة مرفوعة بالفعل على موجات أثير الفضاء المعلوماتي، ثم تقوم الخدمة بتقديم "تقرير أصالة" حول ما قدمه الطالب من أوراق بحثية يتقرر به ثبوت غش الطالب من عدمه، وبالرغم من ذلك فبعض المعلمين يقولون: إنه لا حاجة لمثل تلك الخدمة؛ لأن المعلم الكفء يعرف إذا غش تلميذه أم لا.

ما هو الانتحال؟
يصعب تعريف مفهوم الانتحال، فهو يتضمن سلسلة أفعال من الفشل في الاستشهاد بطريقة صحيحة ومقبولة إلى الغش جملة وتفصيلا، ومن أمثلته النسخ من مصدر معروف دون ذكره، واللجوء إلى الاستشهاد مع ذكر المصدر، ولكن دون وضع علامات تنصيص، وإعادة صياغة مادة دون ذكر المصدر أيضا، ولكن الإنترنت أضافت بعدا جديدا لعملية الغش هذه، وهو النسخ واللصق من مادة موقع مجانا دون معرفة الموقع بالفعل فيما يعد انتهاكا للملكية الفكرية، أو الحصول على البحث كاملا من مواقع تقدم تلك الخدمة مجانا أو بأموال.
هنا قبل الاسترسال ينبغي لفت النظر إلى أن السمعة الطيبة والاحترام في المجالين التعليمي والعلمي مبنيان على إيجاد الجديد، من كشف لحقائق لم تكن معروفة من قبل، وزوايا نظر جديدة لحقائق معلومة سلفا، وتحليل جديد لأفكار قديمة، وهي مهارات أساسية يحاسب عليها المعلم والعالم في نهاية الأمر، وفي الوقت نفسه هذا هو الهدف من العملية التعليمية العلمية، وهو تفريخ طالب قادر على التحليل والتقويم والخلق، لا النسخ والتكرار لأفكار الغير والبغبغة بها.
على أية حال فالانتحال أو palgiarism في أخف حالاته عبارة عن اقتباس جملة أو أكثر دون وضع علامتي تنصيص في بداية ونهاية الاقتباس ودون ذكر المصدر، أما في الحالات الأخطر فهو اقتطاع جزء كبير من عمل شخص آخر أو اقتطاع العمل كله وإزالة اسم مؤلفه من عليه واستبدال اسم المنتحل به.
يبقى أن يستقر في وعي القارئ أن إعادة الصياغة أو paraphrasing يعد انتحالا بالرغم من تغيير كل الكلمات والعبارات، سواء كان ذلك عن طريق الشرح والإسهاب إذا كان المصدر موجزا ، أو عن طريق التلخيص إذا كان الأصل طويلا مسترسلا.
الانتحال: عسكر وحرامية
السبيل إلى منع أو تقليل عملية الانتحال:
صراخ المعلمين أيضا online
هناك عدد من الأساليب التي تجعل الطالب على حذر دائم من مغبة الغش، وأن هناك من يتتبع زلته في مسألة الانتحال، تتلخص في التالي:
 مباغتة الطالب بشكل عشوائي بطلب أكثر من خلاصة للفكرة العامة للأوراق البحثية، كذلك طلب كل مسودات البحث بالإضافة للأوراق الرسمية، وبالطبع طلب نسخ المصادر التي يعتمد عليها الطالب في بحثه وكذلك بيبلوجرافيا للمراجع، وتكرار مناقشة الأطر العريضة للأفكار التي يتناولها البحث قبل استلامه بصفة نهائية.
 طلب ورقة أو أكثر يعرض فيها الباحث لرؤيته ووجهة نظره بشكل غير رسمي حول الموضوع نفسه، بعيدا عن الشكل الأكاديمي، كأوراق إضافية خارج البحث المطلوب.
 طلب soft copy لمسودات البحث وهو ما سوف يستخدم لاحقا في الكشف عن وقوع الانتحال من عدمه.
 وأخيرا - وإن كان المفروض أن تأتي أولا - مناقشة آثار وأبعاد عملية الانتحال السلبية مع الطلبة.

كيفية كشف الانتحال؟
في غفلة من الطالب قد تجد ما يدل على غش الطالب فما من جريمة كاملة، وللعثور على أدلة أو قرائن عملية الانتحال:
 افحص تنسيق أوراق البحث المقدمة، هل بها تنسيق غريب، أو تنسيق لم تطلبه، كأن تجد ترقيما للصفحات مغايرا للترقيم الأصلي والمنطقي للأوراق، أو أرقاما رمادية اللون، أو تواريخ لا علاقة لها بالبحث، أو شذوذ أو عدم تناسق في استعمال الألوان، والخطوط تحت الكلمات، وأحجام وأنماط الفونتات، وحالة الحروف في الكتابة بالحروف اللاتينية من حروف كبيرة أو صغيرة
 لاحظ المفردات وبناء الجمل التي يمكن اعتبارها أعلى من مستوى صياغة الباحث، أو غياب خطأ أو مجموعة من الأخطاء تنتشر في أوراق البحث عن فقرة ما في البحث، مثل الأخطاء اللغوية أو النحوية الإعرابية.
 لاحظ جيدا ما يبدو خارج السياق في فقرة أو أكثر مثل رواية الراوي، وحوار المتحاورين، وجنس المتكلم والمخاطب، والجمع والإفراد والتثنية… ثم عودة السياق مرة أخرى إلى ما قبل تلك الفقرة أو الفقرات.
 افحص الـ soft copy السابق الإشارة إليها، ونشط ظهور الـ control characters، فقد تجد فيما بينها بعض حروف التحكم الخاصة بصفحات الويب على الإنترنت.
 ارجع للمراجع والمصادر ولاحظ هل من أجزاء مقتبسة "مسروقة" في سياق البحث المقدم غير منسوبة إلى مصادرها.
 وأخيرا الوقوف على مسألة "الانتحال" أو الغش الذي تقوم به بعض المواقع كلية نيابة عن الطالب أو الباحث، ويمكنك طلب نفس البحث أو عنوان قريب لعنوان البحث المتحرى عنه من عدد من المواقع التي تقدم الخدمة مجانا مثل Dorian's Paper Archive ، ثم قارن بينها وبين ما قدمه الطالب، وإذا كان الأمر يستحق فبعد الدفع للمواقع التي تبيع نفس الخدمة لقاء مبلغ مثل مواقع:
- Evil House of Cheat
- Research Papers Online A
- A1 Termpaper
- Genius Papers
تتبع مصدر الانتحال من على الإنترنت:
 ابحث بالكلمات المفتاحية keywords، أو ببعض العبارات المشكوك في سرقتها، في محركات البحث search engines.
 استخدم محركات البحث في البحث عن صفحات ويب خاصة ببعض أصحاب المراجع التي أدرجها الباحث على قائمة البيبلوجرافيا الخاصة بالبحث، وطالعها فقد يكون بها بعض مما أورده الباحث أو الطالب ولم يشر إلى مصدره.
الانتحال إغراء للطلبة وتحدٍّ للمعلمين
وقد يقول معلم: ما لي وكل ما ذكر؟ بينما يهتم آخر ويقول هب أنني قمت بكل الخطوات التي بأعلى فما الذي أستطيع عمله لمحاربة الانتحال؟ هذا سؤال طبيعي يسأله كل معلم غيور أمين، والإجابة عنه تأتي من خبرات من لهم نفس الغيرة من المعلمين، وتتلخص في التالي:
 دع تلاميذك يعرفون أنك تعرف بشأن هذه المواقع، ومن يدري فقد يقدم لك اثنان نفس البحث، وساعتها استغل ذلك الموقف أقصى درجات الاستغلال.
 تمادَ خطوة وخذ الطلبة إلى أحد تلك المواقع، وفند هذه الأوراق وقم بإبراز مواطن الضعف في تلك الأوراق.
 عند التأكد من قيام أحد الطلبة بنسخ أوراق ومعرفة المصدر، أظهر عدم الاهتمام أو الاكتراث بتلك الأوراق، ولتكن الرسالة التي تصل إليهم هي أن هذه الأوراق لا تبهر المعلمين، وفي المقابل أبد الانبهار والاهتمام بأوراق من ثبت لديك جهده وتعاون في ذلك مع غيرك من المعلمين.
 كن حذرا عندما تطلب منهم الكتابة عن موضوع ما؛ بمعنى ألا تكون محددا لعنوان الموضوع، ولا تطلبه بشكل عام كأن تطلب منهم "الكتابة عن الإيدز" حتى لا يمكنهم الاختيار من عدة خيارات لأوراق تتناول الموضوع من زوايا مختلفة؛ باختصار حدد أنت الزاوية.
 علم طلاب الفصل كيفية كتابة أوراق خاصة بهم، وأقم مؤتمرات فيما بينهم لمناقشة أفكار وأطروحات بعضهم البعض.
وبالرغم مما سبق فإن المشكلة لا تكمن في أن الانتحال الـ "أون لاين" حقيقة واقعة، ولا الحل في كيفية منعه أو تقليله، أو الخبرة في كشفه، وتتبع أصله ومصدره، وإنما الأزمة في إنكار الطالب أن تلك العملية سرقة! واستهجانه لوصف مجهوده بأنه انتحال لمجرد أنه جاء بطريق النقر على زر الماوس من على صفحة ويب!!! وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، وتتجسد في عجز العملية التربوية عن إيصال القيم بمضامينها؛ لذا نرفع الصوت والنداء يا معلمي العالم انتبهوا، طلابكم يغشون وينتحلون أون لاين.

هشام سليمان

[فوضى]

وإنما الأزمة في إنكار الطالب أن تلك العملية سرقة! واستهجانه لوصف مجهوده بأنه انتحال لمجرد أنه جاء بطريق النقر على زر الماوس من على صفحة ويب!!! وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، وتتجسد في عجز العملية التربوية عن إيصال القيم بمضامينها

هنا المشكلة الحقيقية .. هنا .. مادة جيدة تستحق النقل والنقاش.. أتمنى لو أسمع المزيد حولها وليتني أسمع هنا رأي بعض المنتحلين

[admin]

شكرا فوضى أنا أيضا أتمنى لو سمعت رأي المنتحلين سيكون حوارا شيقا .