طيور صغيرة كل مساء

[لا]

يختفي طوال النهار، يخرج في الصباح الباكر من النافذة التي دخل منها في المرات السابقة، ولا يعود إلا عندما أخطو مقتربا من السرير لأنام. في الخطوة الأولى يحدث شيء في الخارج أجهله، تنعدم الأصوات ويموت ضجيج الشوارع، وفي الخطوة الثانية أسمعه يقترب، وفي هذه اللحظة تعود الشوارع والأصوات إلى ضجيجها المعتاد، وعندما أراه مندفعاً من النافذة باتجاهي أسمع الأصوات كلها، أشم الروائح، يأتيني نبض الساعات التي يضطر المسعفون إلى خلعها من معاصم أشخاص ماتوا في حوادث الطرق، وتصلني من مسافات قريبة من الأسرة الباردة همسات تكثر فيها الأوامر واللعنات، فأعرف أن حبال المدينة في ظلمة الليل تأخذ أشكال الأنشوطات للعابرين، وعندئذٍ أتوقع ولادات هائلة تحدث في المستشفيات الكبيرة، وفي الأزقة الجرداء حيث توجد القطط والصحف القديمة يتناهى إلى سمعي وقع أقدام وجلة تعقبها صرخات أطفال حديثي الولادة متروكين للمجهول، وأكون لحظتها قد أرخيت بصري إلى الأرض، متوقعاً مخلباً من الطائر الصغير نافذ الضربة يوجهه إلى رأسي، لكني أرى في الأسفل، في أمكنة عميقة وضيقة، أناساً مرصوصين مثل أعواد الكبريت على أكوام من الملفات، ومن حولهم يطوف رجال سمان في أيديهم مصابيح تضيء كلما علا صراخ أسراهم. في كل مرة أدنو فيها من سريري، أتوقف عن الحركة لأن الطائر الصغير يسبق خطوتي التالية بدقة شديدة، ويملأ الغرفة بصوته الدقيق وخفق جناحيه السريعين، أحياناً أرى أعواداً صغيرة لها رائحة حرائق محتملة تسقط من رأسي، أشعر به يجثم في عشه الطارئ دون صوت، مثل أي عصفور صغير متعب وجد المكان المناسب لقضاء ليلة واحدة في أمان، وفي الصباح الباكر يستيقظ، يفلي ريشه في قلق، ويفرد جناحيه ليختفي من جديد.

كل الذين وقعوا معي على عريضة الشكوى، سألوني إن كنت أستطيع إيصالها إلى مربي الطيور في هذا الوقت بالضبط، عندما يأوي إلى فراشه، بعد أن يطلق طيوره الصغيرة؟
الكاتب / عواض شاهر

[cute]

رغم أني لم أفهم كثيرا إلا أن شعورا آسرا قد أسرني مع الكلمات ورحلت معها وعندما انتهيت لم أجد الفكرة التي تحتويها القصة لكني خرجت بإحساس جميل وحزين في نفس الوقت

شكرا لنقلك ولأمانتك في حفظ حق كاتبها

تقبل مروري

[فلاوي]

القصص الرمزية يضيع جمالها مع المعنى الذي يضيع داخل تجاويف الرمزية فيها
(وجهة نظر)لم أستمتع بالقصة حاولت فك رموزها ولم أستطع

[cute]

رغم أني مثلك أخ فلاوي لم أستطع أن أفك رموز القصة لكني استمعت بها كثيرا وقرأتها أكثر من مرة
مرة أخرى أشكرك أخ لا على النقل الموفق .
كيووووووووت